languageFrançais

سيدي بوزيد: متساكنو دوار 'أولاد أم هاني' يطالبون بفكّ عزلتهم

This browser does not support the video element.

تعدّ منطقة "الطويلة" التابعة لمعتمدية سيدي بوزيد الغربية منطقة فلاحية بإمتياز لما يتوفر بها من مساحات فلاحية شاسعة ذات إنتاج متنوع وهام تتوفر فيها كل مقومات الإنتاج من تربة خصبة وماء وكهرباء.

ومنطقة" أولاد أم هاني"  أو دوار "أولاد أم هاني" هي جزء لا يتجزأ من هذه المنطقة فهي تتميز هي الأخرى بوفرة الأشجار المثمرة والزراعات الكبرى (قمح وشعير وأعلاف) والخضروات بأنواعها (طماطم وفلفل وبصل وثوم وبطاطا وفول وغيرها ) غير أن هذه المتنوجات المتنوعة تواجهها العديد من الصعوبات والعراقيل بخصوص ترويج المنتوجات الفلاحية لغياب مسلك ريفي مهيئ يربط دوار "أولاد أم هاني" بالمدرسة الإبتدائية 2 مارس 1934 "الطويلة "من جهة وبالمسلك الفلاحي المهيئ لمنطقة "القدارة" من جهة ثانية على مسافة لا تتجاوز 2 كلم.

ووجّه متساكنو منطقة "أولاد هاني" نداء للسلط المحلية والجهوية والمركزية قصد التدخل العاجل لفك عزلتهم وتهيئة المسلك الفلاحي للحد من المعاناة التي تعترضهم في كل مرة خاصة مع نزول الأمطار حيث يستحيل التنقل على طول المسافة المذكورة قبل أن تجف المياه وتزول منها الأحوال وقد تستمر  هذه الوضعية أيام عديدة، وفق ما أكده المتساكنون لموزاييك.

وناس جلالي أحد متساكني المنطقة عبر عن استيائه من "عدم تعاطي السلط المحلية واستخفافها بمطالب أبناء المنطقة منذ عقود بخصوص تعبيد مسلك فلاحي يمثل شريانا حيويا للمتساكنين أثناء مواسم قطف الثمار وعند وقوع الكوارث الطبيعية"، مناشدا المسؤولين ورئيس الجمهورية إلى التدخل لتيسير تنقل المتساكنين.

وأضاف الحبيب بن علي أصيل المنطقة "أن المسؤولين ما بعد ثورة 17 ديسمبر لا يزورون المنطقة إلا خلال الحملات الإنتخابية لتتهاطل الوعود والتي كان هذا المسلك أحدها".

وعدّد جملة من الصعوبات التي حالت دون نشاط أبناء المنطقة وكلفتهم خسائر من حيث نقل وترويج المنتوجات الفلاحية ونقل المرضى والمتوفين من ناحية وغياب التلاميذ والمعلمين عن الدراسة من ناحية ثانية جراء صعوبة التنقل كلما هطلت الأمطار بالجهة لإنعدام توفر مسلك فلاحي معبد يربط منطقتهم ببقية المناطق الأخرى.

كما أكد جمال بن ساسي جلالي تعرض مسكنه للإحتراق ذات مرة ولم يستطع أعوان الحماية المدنية بالجهة الوصول إلى مكان الحادث ولم يتمكنوا من إخماد الحريق نظرا لصعوبة التنقل، مضيفا أن العديد من المنتوجات الفلاحية تم إتلافها في مناسبات عديدة على غرار الحليب لعدم تمكن المجمعين من التنقل والوصول إلى دوار "أولاد أم هاني" بسهولة .

واستدلّ جمال بوصل إيداع مطلب في إحداث مسلك فلاحي معبد لفك عزلة منطقته منذ مدة ومع ذلك لم يتدخل المسؤولون إلى حد الآن لمعاينة الحالة المزرية التي يعاني منها أبناء المنطقة وفق تعبيره. 

كما عبر محمد صالح جلالي أحد سكان المنطقة عن جملة الصعوبات والمعوقات التي همشت أبناء المنطقة وجعلتهم يشعرون بحالة من اليأس من المسؤولين الذين لم يوفروا أدنى متطلبات العيش الكريم حسب قوله، مما جعل العديد منهم يعزف عن تعاطي النشاط الفلاحي.

وأشار الجلالي إلى وضعية المدرسة الإبتدائية بالطويلة التي اقتصرت على 3 قاعات فقط لتدريس أكثر من 120 تلميذا على فترتين طوال الأسبوع دون أن يتم مراعاة صعوبة تنقل التلاميذ بين المدرسة ومنازلهم.

بدورها اعتبرت فتحية نصري أحد متساكنات دوار "أولاد أم هاني" أن معضلة عدم توفر مسلك فلاحي يربط السكان ببقية المناطق أضر بحياتها وبحياة جيرانها حيث طالت أضرار عدم توفر الطريق التلاميذ والمربين بدرجة كبيرة من حيث التحصيل الدراسي والعلمي وأثقلت كاهل عموم السكان بمصاريف إضافية للتنقل بين منطقتهم وبقية مناطق الولاية وخاصة الإستشفائية منها. وطالبت السلط المعنية بالتدخل لإنقاذ سكان المنطقة من مهاوي التردي والتسريع بإنجاز مسلك فلاحي.

 

*محمد صالح غانمي

share